ﯾﻀﻢ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻤﻘﺎﻻت و اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺘﻲ أﻋﺪھﺎ أﺣﻤﺪ ﻓﻜﺮي ﻛﺠﺰء أول ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع ﯾﮭﺪف إﻟﻰ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﺼﻨﻒ ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﻗﺮطﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﯾﺦ. إﻻ أن اﻟﻤﻨﯿﱠﺔ واﻓﺘﮫ ﻗﺒﻞ إﻧﺠﺎز ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ، ﻓﻌﻤﻞ ﺗﻼﻣﯿﺬه ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ھﺬه اﻟﻤﻘﺎﻻت ﺑﺎﺳﻤﮫ ﺗﺨﻠﯿﺪا ﻟﺬﻛﺮاه. ﯾﺘﺤﺪث اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﻗﺮطﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﮭﺪ اﻟﻔﺘﺢ و اﻟﻮﻻﯾﺔ ٩١ھـ /٧١٠م و ﺣﺘﻰ ﻋﮭﻮد اﻟﻔﺘﻦ و اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ و "ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻗﺮطﺒﺔ"، ﻛﻤﺎ أﺳﻤﺎھﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ، ﻓﻲ ٦٣٣ھـ /١٢٣٦م. ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻤﺮان ﻗﺮطﺒﺔ و ﺣﻀﺎرﺗﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﺎرة ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮطﺒﺔ و اﻟﺰھﺮاء و ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻹدارﯾﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻓﯿﮭﻤﺎ.
اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻜﺘﺎب أﺳﻠﻮﺑﻲ اﻟﺴﺮدﯾﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ و اﻟﺴﺮدﯾﺔ اﻟﻮﺻﻔﯿﺔ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺨﺪم ﻟﻐﺔ ﺳﮭﻠﺔ و واﺿﺤﺔ ﺗﺨﺎطﺐ اﻟﻘﺮاء اﻟﻌﺎدﯾﯿﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺨﺘﺼﯿّﻦ. و ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن أھﻢ ﻣﺎ ﯾﻤﯿﱢﺰ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ھﻮ ﻏﻨﺎه ﺑﺎﻟﺤﻮاﺷﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺖ ﻛﻞ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻟﮫ ﻟﺘﻮﺿﺢ - و ﺑﺪﻗﺔ - اﻟﻤﺮاﺟﻊ و ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﯿﮭﺎ، و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺴﮭﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺘﺪﻗﯿﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ.
ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﯿﺚ اﻗﺘﺼﺮت ﻣﻘﺪﻣﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻗﺐ اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب و أھﺪاﻓﮫ، و ﻣﺮدﱡ ذﻟﻚ أن اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻘﻠﻢ أﺣﺪ ﺗﻼﻣﺬة أﺣﻤﺪ ﻓﻜﺮي و ھﻮ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺳﺎﻟﻢ. ﯾﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻗﻠﺔ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻮﺿﯿﺤﯿﺔ و ﻋﺪم ذﻛﺮ ﻣﺼﺎدرھﺎ اﻷﺻﻠﯿﺔ. و ﻟﻜﻦ و ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻜﺘﺎب ذا ﻧﻮﻋﯿﺔ ﺟﯿﺪة، ﺣﯿﺚ ﯾﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺒﺔ زﻣﻨﯿﺔ ﻣﮭﻤﺔ ﻟﻘﺮطﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ و ﯾﻘﺪم رؤﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻗﺮطﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﺠﻮاﻧﺒﮭﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﯾﻀﻢ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻤﻘﺎﻻت و اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺘﻲ أﻋﺪھﺎ أﺣﻤﺪ ﻓﻜﺮي ﻛﺠﺰء أول ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع ﯾﮭﺪف إﻟﻰ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻣﺼﻨﻒ ﺷﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﻗﺮطﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﯾﺦ. إﻻ أن اﻟﻤﻨﯿﱠﺔ واﻓﺘﮫ ﻗﺒﻞ إﻧﺠﺎز ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ، ﻓﻌﻤﻞ ﺗﻼﻣﯿﺬه ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ھﺬه اﻟﻤﻘﺎﻻت ﺑﺎﺳﻤﮫ ﺗﺨﻠﯿﺪا ﻟﺬﻛﺮاه. ﯾﺘﺤﺪث اﻟﻘﺴﻢ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ ﺗﺎرﯾﺦ ﻗﺮطﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﮭﺪ اﻟﻔﺘﺢ و اﻟﻮﻻﯾﺔ ٩١ھـ /٧١٠م و ﺣﺘﻰ ﻋﮭﻮد اﻟﻔﺘﻦ و اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ و "ﻧﮭﺎﯾﺔ ﻗﺮطﺒﺔ"، ﻛﻤﺎ أﺳﻤﺎھﺎ اﻟﻜﺎﺗﺐ، ﻓﻲ ٦٣٣ھـ /١٢٣٦م. ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺘﻨﺎول اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻤﺮان ﻗﺮطﺒﺔ و ﺣﻀﺎرﺗﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﺎرة ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮطﺒﺔ و اﻟﺰھﺮاء و ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻧﻮاﺣﻲ اﻟﺤﯿﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ و اﻹدارﯾﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻓﯿﮭﻤﺎ.
اﻋﺘﻤﺪ اﻟﻜﺘﺎب أﺳﻠﻮﺑﻲ اﻟﺴﺮدﯾﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ و اﻟﺴﺮدﯾﺔ اﻟﻮﺻﻔﯿﺔ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺨﺪم ﻟﻐﺔ ﺳﮭﻠﺔ و واﺿﺤﺔ ﺗﺨﺎطﺐ اﻟﻘﺮاء اﻟﻌﺎدﯾﯿﻦ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺨﺘﺼﯿّﻦ. و ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن أھﻢ ﻣﺎ ﯾﻤﯿﱢﺰ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ھﻮ ﻏﻨﺎه ﺑﺎﻟﺤﻮاﺷﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺖ ﻛﻞ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻟﮫ ﻟﺘﻮﺿﺢ - و ﺑﺪﻗﺔ - اﻟﻤﺮاﺟﻊ و ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﯿﮭﺎ، و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺴﮭﻞ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺘﺪﻗﯿﻖ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ.
ﻣﻦ ﺟﮭﺔ أﺧﺮى ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺣﯿﺚ اﻗﺘﺼﺮت ﻣﻘﺪﻣﺘﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻗﺐ اﻟﻤﺆﻟﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﮫ ﻋﻦ اﻟﻜﺘﺎب و أھﺪاﻓﮫ، و ﻣﺮدﱡ ذﻟﻚ أن اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻘﻠﻢ أﺣﺪ ﺗﻼﻣﺬة أﺣﻤﺪ ﻓﻜﺮي و ھﻮ اﻟﺴﯿﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺳﺎﻟﻢ. ﯾﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻗﻠﺔ اﻟﺼﻮر اﻟﺘﻮﺿﯿﺤﯿﺔ و ﻋﺪم ذﻛﺮ ﻣﺼﺎدرھﺎ اﻷﺻﻠﯿﺔ. و ﻟﻜﻦ و ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﯾﻌﺘﺒﺮ اﻟﻜﺘﺎب ذا ﻧﻮﻋﯿﺔ ﺟﯿﺪة، ﺣﯿﺚ ﯾﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺒﺔ زﻣﻨﯿﺔ ﻣﮭﻤﺔ ﻟﻘﺮطﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ و ﯾﻘﺪم رؤﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ طﺒﯿﻌﺔ اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ﻗﺮطﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﺑﺠﻮاﻧﺒﮭﺎ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.